صدرت أخيرا ثلاث كتب لأصحابها صلة بالمنطقة هي:
1 "ديوان الصحراء الكبرى"
وصل إلى موريتانيا كتاب جديد، هو "ديوان الصحراء الكبرى: المدرسة الكنتية والقصائد النيرات" لكاتبه يحيى بن سيد أحمد، الصادر في شهر ميه 2009، طباعة دار المعرفة وإصدار وزارة الثقافة الجزائرية.
ويتألف الكتاب من جزأين ويشتمل على بابين: الأول عن البيئة الكنتية، ويضم عدة فصول أولها عن البيئة المكانية والثاني عن البيئة الزمنية، والثالث عن البيئة الأدبية.
أما الباب الثاني فعن القصائد والمقطعات، ويضم سبعة فصول الأول عن الشعر الصوفي والدعاء، الثاني عن المدح النبوي، الثالث عن التوسل، الرابع المدح.
أما الجزء الثاني، فيضم ستة وسبعين وثلاثمائة صفحة تتضمن بقية فصول الباب الثاني، وهي الفصل الخامس: عن الرثاء، والفصل السادس عن الحماسة والفصل السابع عن أغراض أخرى، والفصل الثامن عن المقطعات والرجز.
ويخصص المؤلف حيزا مهما من الجزء الثاني من الكتاب للشيخ سيدي محمد بن بادي الملقب بسيدي حم، المتوفى سنة 1338 هـ في أزواد، والذي اشتهر بفقه النوازل وعلاقاته بعلماء كل السوق، كما عرف المؤلف بهذه القبيلة الشهيرة بعلمها وتضلعها في اللغة العربية؛ موردا مقتطفات مفيدة من القصائد المسماة بالنيرات.
وقد تعرض المؤلف في مقدمته وفي الفصول الأولى معلومات صححت العديد من الأخطاء العالقة في الأذهان عن بعض الأحداث التاريخية المتعلقة بالحيز موضوع الدراسة.
أما لب الكتاب فهو المدونة الشعرية التي تجاوزت سبعة آلاف بيت، بينت للدارس مكانة منطقة أزواد في هذا الفن، بعد أن كانت معروفة بسبقها في النثر العربي الذي تتميز به مدرسة أهل الشيخ سيد المختار الكنتي، عن غيرها من مدارس جنوب الصحراء.
إن ديوان الصحراء الكبرى عمل مهم، وثمرة جهود موفقة في البحث الذي تطلب رحلات طويلة، وزيارات للعديد من المكتبات المنتشرة في شمال إفريقيا وغربها وحتى في الحجاز، ولقاء الكثيرين ممن لهم اهتمام بموضوع الكتاب، قام المؤلف بها جميعا دون كلل وبجهوده الذاتية.
وأهم ما يميز الكتاب أنه ربط أطراف بلاد شنقيطي التي فرقها الاستعمار، لتصبح اليوم موزعة بين عدة دول.
وما زال المؤلف يواصل الترحال بين تلك المناطق بحثا عن المزيد، راجين له المزيد من التوفيق.
وأخيرا لا بد من التنويه إلى ضرورة عرض هذا الكتاب في المكتبات التجارية حتى يتوفر للقراء.
2 "تصور العالم في عصر النهضة العربية بين العلمانيين والتأصيليين"
صدر عن جمعية الدعوة الإسلامية العالمية في ليبيا كتاب "تصور العالم في عصر النهضة العربية بين العلمانيين والتأصيليين"
لكاتبه الدكتور/ محمد إسحاق الكنتي، ويقع في عشرين وثلاثمائة صفحة من الحجم المتوسط.
ويتألف الكتاب من خمسة فصول:
الأول الإديولوجيا العلمانية في القرن التاسع عشر وفيه:
1 – عقائد القرن التاسع عشر
2 - النظريات العلمانية في القرن التاسع عشر
الثاني: العلم عند العلمانيين وفيه:
1 – الإيديولوجيا علم
2 – العلم دين
الثالث: التأصيليون من العلم إلى الإديولوجيا وفيه:
1 – إحياء العقلانية
2 – مواجهة الآخر
الرابع وفيه:
1 – تعريف العلم
2 – ظنية المعارف العلمية
الخامس وفيه:
1 – خصوصية المجال الديني
2 – أركون (محمد): قياس الغائب على الشاهد
وخاتمة تضم المصادر والمراجع العربية والأجنبية والدوريات.
يتعرض هذا الكتاب إلى تاريخ الفكر العربي الإسلامي ويغوص في نشأته ومصادره وعلاقته بالفكر اليوناني، والصراع بين طوائفه المختلفة من معتزلة وأشعرية حتى يصل إلى صراع العلمانية مع الإسلام المتنور في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
وهو بذلك إضافة في النقاش المتجدد حول الفكر العربي ومآله، حيث يكون بذلك مرجعا لكل الدارسين من أساتذة وطلاب.
3 "موريتانيا المعاصرة: شهادات ووثائق"
صدر في نهاية سنة 2009 الجزء الأول من كتاب "موريتانيا المعاصرة: شهادات ووثائق" لمؤلفه سيد أعمر بن شيخنا، ويقع في أربعين وأربعمائة صفحة من الحجم المتوسط.
ويضم الكتاب سبعة فصول تغطي نشأة الدولة الموريتانية سنة 1957 إلى نهاية عهد العقيد محمد خونه بن هيداله في 2/12/1984.
وقد بذل لمؤلف جهدا كبيرا في توثيق هذه المرحلة، معتمدا على ما توفر من وثائق كان أهمها مذكرات الرئيس المختار بن داداه، والمقابلات الشخصية مع العديد من شهود هذه المرحلة، بمن فيهم بعض المؤثرين فيها.
وقد لقي الكتاب ترحيبا لدى الأوساط الإعلامية واعتبر محاولة طيبة لرفد التاريخ الموريتاني بمعلومات ما تزال الساحة بحاجة إليها، خاصة الناطقين باللغة العربية الذين هم الغالبية.
وقد يكون من الضروري إخراج الكتاب في حلة جديدة، رغم جهود الشركة التي تولت الطباعة وهي دار الفكر بنواكشوط. والأمل معقود على إنجاز الجزء الثاني. ولنا بإذن الله عودة لهذه الكتب. أبو محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق