الجمعة، 26 أكتوبر 2012

حراك ثقافي ملحوظ

يشهد الرشيد منذ شهور تنظيم أنشطة ثقافية واجتماعية لافتة. ويفسر بعض السكان وثبة الأطر والشباب القائمين على الأنشطة في المنطقة بأنها تندرج في إطار التفاعل الإيجابي مع تشييد طريق "أطار تجكجة" الذي سيفك العزلة عن أهم القرى في مركز الرشيد الإداري، فيما يرى البعض الآخر بأن هذه الأنشطة تترجم تلاقحا بين أجيال متباينة في العمر وفي التكوين لكنها متحدة في السعي للرفع من شأن المدينة في سياق خدمة الوطن الأم "موريتانيا" الذي تشكل مدينة الرشيد جزء هاما منه باعتبارها قلعة لمقاومة المحتل والصمود في وجه عاديات الزمن ومخزون عطاء ثقافي قبل وبعد الاستعمار. 


فقد شهدت "لحويطات" تنظيم أعمال تعاضدية اجتماعية، أشرفت على تنظيمها رابطة شباب لحويطات الثقافية، كرست روح التضامن بين السكان وأذكت معاني الاعتزاز بالصلة الاجتماعية والقربى.

كما بادرت مجموعة تابعة لنادي شموع الرشيد بتقديم جوائز للمتفوقين في المؤسسات التعليمية تشجيعا لبذلهم جهودا كبيرة في تحصيل العلم.

فيما تم تنظيم أمسية شعرية بمبادرة من بعض أعضاء نادي شموع الرشيد بالتعاون مع الأطر المتحمسين لمثل هذا النوع من الأنشطة، كانت فرصة للسكان في المدينة لاكتشاف مواهب شعرية جديدة. حضر الندوة الشاعر الشيخ أبو شجة الذي ألقى روائع من قصائده تغني فيها على المجد والشعر والتاريخ وتألم لآلام الأمة العربية، الأمر الذي حدا بالقائمين على تنظيمها بإعتبارها ندوة تاريخية في استحضار لمعاني الزمان والمكان الذين يؤججان الذاكرة الشعرية لدى الشاعر والمتلقي في آن واحد.

وللتذكير فقد ازدهرت الحركة الثقافية في المنطقة خلال السبعينات والثمانينات شعرا ومسرحا كان من آثارها تأليف دواوين الأدب المعبرة عن نمط الحياة في المنطقة، وهي دواوين تحافظ على مسحة من الفكاهة لا تطغي على جوهر النص من حكمة وإخبار وتدوين للأحداث مثل "البدنان في أدب الحيطان" و "الجديد في أدب الرشيد". كما شهدت أواخر التسعينات وبداية القرن الحالي ظهور العديد من الأندية مثلت حراكا جديدا تميز بطرح مواضيع جديدة للتوعية الاجتماعية والتطور وقد مثلت الرشيد في العديد من الفعاليات الجهوية والوطنية.

رغم كل تلك الجهود الجبارة التي سعت إلى تطوير المدينة وتقديم خصوصيتها إلى الآخر، يبقى التحدي الأكبر في تحقيق نقلة نوعية في تنمية المنطقة مسؤولية الأطر والشباب من الجيل الصاعد نظرا لقدرتهم على استخدام الوسائل الحديثة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق